المعاهد البحثية والجامعات يطالبون وزارة الصحة بإحصائيات لحالات العقر والوفاة بسبب السعار
خلال الحلقة النقاشية التى عقدتها لجنة حماية الحيوان والحياة البرية، بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، بعنوان “معا ضد السعار 2030″، طرح ممثلى المجتمع المدنى والمعاهد البحثية والجامعات عدة تساؤولات حول وضع السعار فى مصر، وطالبوا وزارة الصحة بإعلان إحصائيات دقيقة وواضحة خاصة بحالات العقر من الكلاب والوفاة بسبب السعار.
أكد الدكتور سمير إدريس رئيس بحوث مرض السعار، بمعهد المصل واللقاح بالعباسية، إن كثيرا من الأطباء سواء البشريين أو البيطريين غير مُلمين بخطورة مرص السعار، لافتا إلى ضرورة أن تعلن وزارة الصحة عن إحصائيات وبيانات ثابتة وواضحة تضم أعداد حالات العقر والوفاة بسبب السعار، حيث أن كثيرا من حالات السعار تتوفى بسببه ويتم تسجيلهم وفاة بحالة عصبية، لذا لا يتم تسجيل أية حالات رغم وجود حوالى من 100 إلى 150 حالة غير مسجلة، وأشار إلى استعداد معهد المصل واللقاح إنتاج لقاح السعال بكفاءه عالية، فى حال وضع وزارة الصحة جزء من القيمة التى تشترى بها اللقاح والمصل المستورد سنويا، لصالح الإنتاج.
وأوضح أن حوالى 30 مليون حيوان يحتاج إلى حقنه بأمصال ضد السعار، من بينهم 20 مليون حيوان ضال فى الشوارع، و10 ملايين مرخصين، فى حين أن إجمالى أعداد جرعات المصل المنتجة لا تتعد الـ100 ألف جرعة، وبالتالى الحد على السعار أمر ليس سهل.
فيما أكد الدكتور رومانى أستاذ أمراض القطط والكلاب بالمركز القومى للبحوث، أن السعار مشكلة عالمية حيث تُقدر حالات الإصابة بها حوالى 55 ألف حالة، وكل 10 دقائق يتوفى شخص بسبب الإصابة به نظرا لعدم وجود علاج نهائى له، مشيرا إلى ضرورة إعلان الهيئة العامة للخدمات البيطرية إعلان أنواع الحيوانات البرية فى مصر، موضحا أن الكلاب والقطط الضاله يشكلون أبرز أسباب الإصابة بالسعار محليا، إلا أن بعض المناطق بمحافظات الصعيد بها أنواع مختلفه من الحيوانات.
وقال الدكتور أيمن محروس رئيس الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر، إنه تم سحب عينتين من الثعالب فى الوادى الجديد لعزل السعار، لافتا إلى أن محافظة الوادى الجديد الثعالب تمثل سببا رئيسيا للسعار بها، حيث تلعب الحيوانات البرية دورا كبيرا فى الإصابة بهذه الأمراض، مؤكدا على وجود أكثر من برنامج وخطط لتخفيض أعداد الكلاب الضالة، لكنها تتوقف على التمويل، لافتا إلى أن وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وضعت استراتيجية لمكافحة مرض السعار رائعة لا ينقصها شئ ومعتمدة، لكنها أيضا ينقصها التمويل.
فى سياق مُتصل، أكد اللواء محمد رجائى رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحياة البرية، ضرورة وجود آلية واضحة للتعامل مع 22 حيوان ضال فى مصر، وتحديد دور كل جهة من الجهات المعنية، وحجم التكلفة وجهات التمويل لها، على أن تكون قابلة للتنفيذ، للسير وفق خطوات علمية.
وتسائلت الدكتورة خديجة جعفر رئيس لجنة أخلاقيات استخدام الحيوانات فى البحث العلمى بجامعة القاهرة، حول أسباب عدم توقيع بروتوكولات مع الجامعات للقضاء على مرض السُعار، مؤكده أن مصر قادرة على إنتاج اللقاحات والتطعيمات ووضع عدة حلول أخرى لتلك الأمراض، وكذلك الاعتماد على الأبحاث العلمية فى القضاء على هذه المشكلة.
وقالت الدكتورة سهير عبدالقادر خبير الصحة الحيوانية وممثلة عن “الفاو”،: إننا نتواصل مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية لوضع خطة لإنهاء مشكلة السعار، ووضع خريطة لكافة الجهات المعنية بالسعار لتحديد دور كل جهة منهم، وطرحت تساؤلاً حول 22 مليون كلب ضال، وكيفية التعامل معهم بطرق لا تتعارض مع حقوق الحيوان والتوازن البيئى.
من ناحيته، أوصى الدكتور جمال جمعة استاذ الحياة البرية بجامعة قناة السويس، رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة سابقا، عضو الاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة، بضرورة الإنتهاء من قانون حقوق الحيوان، وإجراء حصر لعدد الكلاب فى مصر خلال مدة زمنية محددة، وبالتعاون بين المحليات والجهات المعنية، وإجراء حملات للتوعية للمواطنين والأطباء البشريين والبيطريين.
وأكد الدكتور محمود حمدى أخصائى طب وجراحة الحيوان، ضرورة تشكيل لجنة تضم كافة ممثلى القطاع العام والخاص المعنيين بالقضية، وإجراء حصر للكلاب فى مصر من خلال التطعيم، ووضع خطة بأليات للتطبيق وتحديد المدة الزمنية للتطبيق، مشيرا إلى أن آلاف الأطباء البيطريين قادرين على إجراء عمليات تعقيم للحيوانات بأعداد تصل للملايين، موضحا أن تعقيم القطة الذكر لا تستغرق سوى دقيقة واحدة، والكلب الذكر 10 دقائق، والقطة أو الكلب الأنثى من ربع ساعة إلى 45 دقيقة، وبتكلفة لا تتعد الـ200 جنيه.
التعليقات مغلقة.